فصل: خصائص النبي صلى الله عليه وسلم:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تعليق مختصر على كتاب لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد (نسخة منقحة)



.خصائص النبي صلى الله عليه وسلم:

اختص النبي صلى الله عليه وسلم بخصائص نتكلم على ما ذكر المؤلف منها:
1- خاتم النبيين؛ لقوله تعالى: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ}.
2- سيد المرسلين وسبق دليله.
3- لا يتم إيمان عبد حتى يؤمن برسالته؛ لقوله تعالى: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ}. وغيره من الأنبياء يبعثون إلى أقوام معينين كل إلى قومه.
4- لا يقضى بين الناس إلا بشفاعته، وسبق دليل ذلك في الشفاعة.
5- سبق أمته الأمم في دخول الجنة لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: «نحن الآخرون السابقون يوم القيامة». وسبق.
6- صاحب لواء الحمد، يحمله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة ويكون الحامدون تحته، لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وبيدي لواء الحمد ولا فخر، وما من نبي يومئذٍ آدم فمن سواه إلا تحت لوائي، وأنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر» رواه الترمذي، وقد روى الأولى والأخيرة مسلم.
7- صاحب المقام المحمود، أي: العمل الذي يحمده عليه الخالق والمخلوق؛ لقوله تعالى: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا}. وهذا المقام هو ما يحصل من مناقبه صلى الله عليه وسلم يوم القيامة من الشفاعة وغيرها.
8- صاحب الحوض المورود، والمراد الحوض الكبير الكثير واردوه، أما مجرد الحياض فقد مر أن لكل نبي حوضًا.
9- 11 إمام النبيين، وخطيبهم، وصاحب شفاعتهم؛ لحديث أبي بن كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا كان يوم القيامة كنت إمام النبيين وخطيبهم، وصاحب شفاعتهم غير فخر». رواه الترمذي وحسنه.
12- أمته خير الأمم؛ لقوله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاس}. فأما قوله تعالى: {يَا بَنِي إِسْرائيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ}. فالمراد عالمي زمانهم.

.فضائل الصحابة:

الصحابي من اجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم مؤمنًا به ومات على ذلك.
وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أفضل أصحاب الأنبياء؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «خير الناس قرني». الحديث رواه البخاري وغيره.
وأفضل الصحابة المهاجرون لجمعهم بين الهجرة والنصرة، ثم الأنصار.
وأفضل المهاجرين الخلفاء الأربعة الراشدون: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي رضي الله عنهم.
فأبو بكر هو الصديق:
عبد الله بن عثمان بن عامر من بني تيم بن مرة بن كعب، أول من آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم من الرجال وصاحبه في الهجرة، ونائبه في الصلاة والحج، وخليفته في أمته، اسلم على يديه خمسة من المبشرين بالجنة عثمان، والزبير، وطلحة، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، توفي في جمادى الآخرة سنة 13هـ عن 63 سنة وهؤلاء الخمسة مع أبي بكر، وعلي بن أبي طالب، وزيد بن حارثة، هم الثمانية الذين سبقوا الناس بالإسلام قاله ابن إسحاق يعني من الذكور بعد الرسالة.
وعمر هو أبو حفص الفاروق:
عمر بن الخطاب من بني عدي بن كعب بن لؤي، أسلم في السنة السادسة من البعثة بعد نحو أربعين رجلًا وإحدى عشرة امرأة، ففرح المسلمون به وظهر الإسلام بمكة بعده. استخلفه أبو بكر على الأمة فقام بأعباء الخلافة خير قيام إلى أن قتل شهيدًا في ذي الحجة سنة 23هـ عن 63 سنة.
وعثمان هو أبو عبد الله ذو النورين:
عثمان بن عفان من بني أمية بن عبد شمس بن عبد مناف. أسلم قبل دخول النبي صلى الله عليه وسلم دار الأرقم كان غنيًا سخيًا، تولى الخلافة بعد عمر بن الخطاب باتفاق أهل الشورى إلى أن قتل شهيدًا في ذي الحجة سنة 35هـ عن 90 سنة على أحد الأقوال.
وعلي وهو أبو الحسن:
علي بن أبي طالب، واسم أبي طالب عبد مناف بن عبد المطلب، أول من أسلم من الغلمان، أعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم الراية يوم خيبر ففتح الله على يديه، وبويع بالخلافة بعد قتل عثمان رضي الله عنهما، فكان هو الخليفة شرعًا إلى أن قتل شهيدًا في رمضان سنة 40هـ عن 63 سنة.
وأفضل هؤلاء الأربعة أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي، لحديث ابن عمر رضي الله عنهما: (كنا نخير بين الناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، فنخير أبا بكر، ثم عمر بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان) رواه البخاري ولأبي داود: (كنا نقول ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي: أفضل أمة النبي صلى الله عليه وسلم بعده أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان) زاد الطبراني في رواية: (فيسمع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينكره). هذا ولم أجد اللفظ ذكره المؤلف بزيادة علي بن أبي طالب.
وأحقهم بالخلافة بعد النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر رضي الله عنه؛ لأنه أفضلهم وأسبقهم إلى الإسلام، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قدمه في الصلاة، ولأن الصحابة رضي الله عنهم أجمعوا على تقديمه ومبايعته ولا يجمعهم الله على ضلالة، ثم عمر رضي الله عنه لأنه أفضل الصحابة بعد أبي بكر، ولأن أبا بكر عهد بالخلافة إليه، ثم عثمان رضي الله عنه لفضله، وتقديم أهل الشورى له وهم المذكورون في هذا البيت.
علي وعثمان وسعد وطلحة زبير وذو عوف رجال المشورة:
ثم علي رضي الله عنه لفضله، وإجماع أهل عصره عليه.
وهؤلاء الأربعة هم الخلفاء الراشدون المهديون الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم: «عليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ».
وقال: «الخلافة بعدي ثلاثون سنة». رواه أحمد وأبو داود والترمذي. قال الألباني: وإسناده حسن. فكان آخرها خلافة علي، هكذا قال المؤلف وكأنه جعل خلافة الحسن تابعة لأبيه، أو لم يعتبرها حيث إنه رضي الله عنه تنازل عنها.
فخلافة أبي بكر رضي الله عنه سنتان وثلاثة أشهر وتسع ليال من 13 ربيع الأول سنة 11هـ إلى 22 جمادى الآخرة سنة 13هـ.
وخلافة عمر رضي الله عنه عشر سنوات وستة أشهر وثلاثة أيام من 23 جمادى الآخرة سنة 13هـ إلى 26 ذي الحجة سنة 23هـ.
وخلافة عثمان رضي الله عنه أثنتا عشرة سنة إلا اثني عشر يومًا من 1 محرم سنة 24هـ إلى 18 ذي الحجة سنة 35هـ.
وخلافة علي رضي الله عنه أربع سنوات وتسعة أشهر من 19 ذي الحجة سنة 35هـ إلى 19 رمضان سنة 40هـ.
فمجموع خلافة هؤلاء الأربعة تسع وعشرون سنة وستة أشهر وأربعة أيام.
ثم بويع الحسن بن علي رضي الله عنهما يوم مات أبوه علي رضي الله عنه، وفي ربيع الأول سنة 41هـ سلم الأمر إلى معاوية وبذلك ظهرت آية النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: «الخلافة بعدي ثلاثون سنة» وقوله في الحسن: «إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين». رواه البخاري.

.الشهادة بالجنة أو النار:

الشهادة بالجنة أو النار ليس للعقل فيها مدخل فهي موقوفة على الشرع، فمن شهد له الشارع بذلك شهدنا له، ومن فلا فلا، لكننا نرجو للمحسن، ونخاف على المسيء.
وتنقسم الشهادة بالجنة أو النار إلى قسمين عامة وخاصة.
فالعامة هي المعلقة بالوصف مثل أن نشهد لكل مؤمن بأنه في الجنة أو لكل كافر بأنه في النار، أو نحو ذلك من الأوصاف التي جعلها الشارع سببًا لدخول الجنة أو النار.
والخاصة هي المعلقة بشخص مثل أن نشهد لشخص معين بأنه في الجنة، أو لشخص معين بأنه في النار فلا نعين إلا ما عينه الله أو رسوله.

.المعينون من أهل الجنة:

المعينون من أهل الجنة كثيرون ومنهم: العشرة المبشرون بالجنة وخصوا بهذا الوصف لأن النبي صلى الله عليه وسلم جمعهم في حديث واحد فقال: «أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة والزبير في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد بن أبي وقاص في الجنة، وسعيد بن زيد في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة». رواه الترمذي وصححه الألباني.
وقد سبق الكلام على الخلفاء الأربعة، وأما الباقون فجمعوا في هذا البيت:
سعيد وسعد وابن عوف وطلحة ** وعامر فحصر والزبير الممدح

فطلحة هو ابن عبيد الله من بني تميم بن مرة، أحد الثمانية السابقين إلى الإسلام، قتل يوم الجمل في جمادى الآخرة سنة 36هـ عن 64 سنة.
والزبير هو ابن العوام من بني قصي بن كلاب ابن عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، انصرف يوم الجمل عن قتال علي فلقيه ابن جرموز فقتله في جمادى الأولى سنة 36هـ عن 67 سنة.
وعبد الرحمن بن عوف من بني زهرة بن كلاب، توفي سنة 32هـ عن 72 سنة ودفن بالبقيع.
وسعد بن أبي وقاص، هو ابن مالك من بني عبد مناف ابن زهرة، أول من رمى بسهم في سبيل الله، مات في قصره بالعقيق على عشرة أميال من المدينة ودفن بالبقيع سنة 55هـ عن 82 سنة.
وسعيد بن زيد، هو ابن زيد بن عمرو بن نفيل العدوي، كان من السابقين إلى الإسلام، توفي بالعقيق ودفن بالمدينة سنة 51هـ عن بضع وسبعين سنة.
أبو عبيده هو عامر بن عبد الله بن الجراح من بني فهر، من السابقين إلى الإسلام توفي في الأردن في طاعون عمواس سنة 18هـ عن 58 سنة.
وممن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة الحسن، والحسين، وثابت بن قيس.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة». رواه الترمذي، وقال حسن صحيح.
قال صلى الله عليه وسلم في ثابت بن قيس: «إنك لست من أهل النار، ولكنك من أهل الجنة» رواه البخاري.
فالحسن سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته، وهو أمير المؤمنين ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، ولد في 15 رمضان سنة 3هـ، ومات في المدينة ودفن في البقيع في ربيع الأول سنة 50هـ.
والحسين سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته، وهو ابن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ولد في شعبان سنة 4هـ، وقتل في كر بلاء في 10 محرم سنة 61هـ.
وثابت وهو ابن قيس بن شماس الأنصاري الخزرجي خطيب الأنصار، قتل شهيدًا يوم اليمامة سنة 11هـ في آخرها، أو أول سنة 12هـ.

.المعينون من أهل النار في الكتاب والسنة:

من المعينين بالقرآن: أبو لهب عبد العزى بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم، وامرأته أم جميل أروى بنت حرب بن أمية أخت أبي سفيان؛ لقوله تعالى: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} إلى آخر السورة.
ومن المعينين بالسنة: أبو طالب عبد مناف بن عبد المطلب؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم:«أهون أهل النار عذابًا أبو طالب وهو منتعل نعلين يغلي منهما دماغه».رواه البخاري.
ومنهم عمرو بن عامر بن لحي الخزاعي، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «رأيته يجر أمعاءه في النار». رواه البخاري وغيره.